محمد صالح الشنقيطي الموريتاني الأصل السوداني الجنسية (من أوﻻد سيد أحمد بو احجار) من مواليد حي العرب في أم درمان، ودرس بخلوة والده وبعدها درس في مدرسة أم درمان الأميرية، ومن ثم التحق بكلية غردون (جامعة الخرطوم حاليا ) وتخرج منها قاضيا شرعيا فمارس مهنة القضاء في مدينة أم درمان ومدينة بورتسودان، ومن ثم أسس حزب الأمة مع الإمام الراحل السيد عبد الرحمن المهدي، والسيد محمد علي شوقي، والسيد إبراهيم أحمد، والسيد عبد الله خليل، والسيد الصديق المهدي والد السيد الصادق المهدي، ومعهم نخبة من خيرة أبناء أم درمان.
سافر السيد الشنقيطي مع السيد عبد الرحمن المهدي في جميع أسفاره إلى القاهرة وبريطانيا وأمريكا للمطالبة باستقلال السودان. وبعد تأسيس الحزب واستقلال السودان انخرط المرحوم في العمل الخيري، حيث أسس دار المرشدات، وكان عضوا في لجنة معهد القرش الصناعي، وأسس مدارس حي العرب للبنين، ومدرسة حي العرب للبنات (مدرسة الشنقيطي للبنات الآن) بحي العرب من أم درمان.
محمد صالح الشنقيطي الموريتاني الأصل السوداني الجنسية (من أوﻻد سيد أحمد بو احجار) من مواليد حي العرب في أم درمان، ودرس بخلوة والده وبعدها درس في مدرسة أم درمان الأميرية، ومن ثم التحق بكلية غردون (جامعة الخرطوم حاليا ) وتخرج منها قاضيا شرعيا فمارس مهنة القضاء في مدينة أم درمان ومدينة بورتسودان، ومن ثم أسس حزب الأمة مع الإمام الراحل السيد عبد الرحمن المهدي، والسيد محمد علي شوقي، والسيد إبراهيم أحمد، والسيد عبد الله خليل، والسيد الصديق المهدي والد السيد الصادق المهدي، ومعهم نخبة من خيرة أبناء أم درمان.
سافر السيد الشنقيطي مع السيد عبد الرحمن المهدي في جميع أسفاره إلى القاهرة وبريطانيا وأمريكا للمطالبة باستقلال السودان. وبعد تأسيس الحزب واستقلال السودان انخرط المرحوم في العمل الخيري، حيث أسس دار المرشدات، وكان عضوا في لجنة معهد القرش الصناعي، وأسس مدارس حي العرب للبنين، ومدرسة حي العرب للبنات (مدرسة الشنقيطي للبنات الآن) بحي العرب من أم درمان.
لم يفارق الحي الذي ولد به حتى وفاته. وقد أحب جميع سكان حي العرب وأحبوه. ساهم في تأسيس مدارس المليك والأحفاد، وأسس شركة شاشينا الزراعية مع المرحوم عبد القادر العجباني، وأسس شركة التركترات السودانية مع المرحوم داود عبد اللطيف، وأسس شركة النيل للمقاولات مع المرحوم مدثر محمود والمرحوم عبد الرزاق خير السيد، وأسس البنك الزراعي السوداني مع المرحوم إبراهيم أحمد، وكان رئيس لجنة أقطان السودان. ساهم في كل هذا بماله وجهده حتى آخر حياته. وتوفي وهو في الحج عام 1968 بعد أن غسل الكعبة المشرفة مع جلالة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز. وله مسجد يسمى باسمه أمام منزله في حي العرب.
أحب السودان وأحب أهله في حي العرب.
رحم الله المغفور له محمد صالح الشنقيطي بقدر ما قدم لوطنه وأصحابه وأهل مدينته..
تولى محمد صالح الشنقيطي رئاسة الجمعية التشريعية في السودان عام 1954م، وزارَ السعودية ضمن وفد سوداني رسمي في الستّينات، وذلك خلال مناسبة سياسيّة معقودة في الرياض، وبعد انتهاء أيام الاجتماعات الرسميّة وصلَ الوفد المدينة المنورة كعادة جميع مسؤولي الدول الإسلامية حين يزورون المملكة.. واستغلّ السيد محمد صالح الفرصة تلك ليلتقي بمجموعة من أفاضل الشناقطة بالمدينة المنورة الذين أصبحوا سعوديّين، يحملون جنسية هذا البلد المبارك مثلَ غيرهم من أهل الحجاز الذين تعود أصولهم لكافة أصقاع الدنيا شرقها وغربها وشمالها وجنوبها..
احتفَلَ الشناقطة بضيفهم الكبير الذي ينتمي إليهم نسباً وقرابةً وينتمي للسودان جنسيةً ومواطنة وسياسةً، وأكرموه غاية الإكرام وبجّلوه واحترموه، ورأوا فخراً لهم في أنّ واحداً من بنيهم وصَلَ هذه المكانة العالية في بلدٍ ليس بلد آبائه، وأجداده ولكنّه مِن صدق مواطنتِه وولائه وعلمه انتُخِبَ فيهم نقيباً.. ودارَ حوار بين الضيف وجُلسائِه الذين راحوا يسردونَ له ما ينعَمُ به الشناقطة من راحةٍ وخير كثير في المدينة ومكة في ظل حكمٍ سعودي وارفِ الظلال. وسألَهم الضيفُ عن أحوال شبابهم حيثُ كانَ الذين يتولَونَ الحديث معه والإجابة على استفساراته شيوخاً ومسنين حينَها. قالوا لهُ مُنتَشينَ فرَحاً: بحمد الله تعالى ليسَ فينا سارقٌ ولا شاربُ خمرٍ ولا قاطع طريقٌ ولا غاصبُ حقّ أحدٍ ولا صاحبُ مشكلة مع الحكومة، ولا دخلَ لنا في السياسة ولا الأمور الغريبة، وجميعُنا من بيتِه لعمله ومن مسجده لسوقِه، والأبناءُ يقرؤون القرآن ويبتعدون عن رفقاءَ من غير جنسهم إلا بالسلام الذي هو واجبٌ ديني..
ظنّ الجالسونَ أنّهم قد أهدوا للضيف معلوماتٍ تُثْلِجُ الصدر وتريحُ الخاطر ولم يتوقّعوا بأنّ كل جملةٍ يقولونها يزدادُ وجهُ الضيفِ حزناً وألماً بسب ما يسمع، ولكنّهم أيضاً لم يتخيّلوا أنّ كلامَهم هو السبب، وقالوا لأنفسهم: لعلّهُ من الفرح أو تعبُ الطريقُ أو شوقُ الغياب.
لمّا انتهوا قالَ السيد محمد صالح الشنقيطي للجميع: "ما زلتم إذَن غُرباء! لا تعتقدوا أنكم بما تقولون أدخلتُم السرور على قلبي، وإنما أثبتم لي أن كل من في هذا البلد من الشناقطة لا يزالُ غريباً ولا يصلُحُ لأن يكونَ مسؤولاً في هذا الوطن، ولستم بمواطنينَ رغم حَمْلكم جنسيّة هذه البلاد.. والعيبُ فيكم وليسَ في الدولة ولا المشتركينَ معكم في السكنى والمصير، وطالما لا يوجدُ منكم أحدٌ في السجن ولم يراجع شابّ منكم محكمة وهو مطلوب في قضية - زوراً أو صدقاً- فالوضعُ يُشعرُ بالاستفهام والاستقصاء، حيثُ إنّ الشبابَ مظنّةُ التهوّر والإتيان بالغريب والمحاولات والتنافس في كلّ العالم. وحينَ يتأكدُ الشاب بأن لا أحدَ سيقفُ معه في أية مشكلة لن يفكر في تقدّم ولا عراكٍ مدني مؤسّساتي. ولا تفرحوا بهذا الموت والغياب فليس مدحاً ولا ميزة؛ إذ لو كنتم مواطنين حقّاً لتسابق شبابكم لدخول مضمار الخدمة المدنية والعسكرية ولبذلَ كل منهم وسعه في سبيل أن يبرُزَ ويظهرَ ويخدم، ومن المعلوم بأنّ تلك الصراعات تولّدُ مشكلات، وحينَ لا تكونُ مشكلاتٌ فلا صراعات ولا حراكاً ولا تقدّماً؛ بل هي الغربة الإقصاء.
انتهى كلامُ الضيفُ وانصرفَ راشداً وانصرف مُضيّفوه حيارى مستغربين ولم يقدّروا عُمقَ تفكيره ولا بُعدَ تحليله لمظاهر وجدَ فيها مواتاً واستكانة لرغد العيش دونَ التطلّع لخدمة وطنٍ آوى ونَصَرَ وأعْطَى وحَضَن ..
إنّ السيد محمد صالح الشنقيطي ضرَبَ بحصوله على مقعدٍ في أول برلمان سوداني مثالاً واضحاً على أن الانتماء ليس لذكريات الأجداد والآباء فقط، ولكنّ الانتماء الحقيقي يكونُ لبلدٍ تجذّرَتْ فيه عروقُ القلب وتأصّلَتْ فيه نباتاتُ الإقامة وبه العيشُ والاستقرار، فعمِلَ هو بهذا حتى سُمّيَ باسمه شارعٌ في أم درمان لا يزالُ إلى اليوم يُدعى شارعَ الشنقيطي .