في رثاء الشريف الفاضل سيدي محمد بن محمد الكوري ابن زين البو حجاري
المتوفى بتاريخ 28 /3/ 2018م
ذهب الذي قد فاض حين ذهــابه ** ماءُ العيون وزاد في تســـكابه
ذهب الفتى وطوى الزمان حكاية ** للمجد تستعصي على كُـــــتَّابِه
ذهب الذي بذهابه ذهب النــــدى ** وأبان جيش الدهر عن أنـــيابه
والنفس قبل العين تبكي فَقْــــــدهُ ** والمجد يبكي مخبرا بمـــصابه
يبكي الجميع عليه يبكي ســـــيداً ** حاز العلى في قومه وصـحابه
قد حازها ومضى إليها يشــتري ** مِنْ غُرِّها بنضاله وطِــــــلابه
يمضي إلى ما يبتغيه بحكــــــمة ** لم تثنه الأخطار عن تَطْـــلابه
فهو الكريم بن الكريم من امتطى ** قِدْماً ظهور العيس في تجوابه
لينال صيتا في المكارم والعــلى ** إن مسه ضر فلـــيس بــآبـــه
وهو الشجاع ترى الرجال أمامه ** قد سلَّمت بســـداده وصــوابه
جَعَلَــــتْ إلـــيه أمورها فأدارها ** بلباقة وســـما عـــــلى أترابه
قاد المسيرة وهْــــو طـــفل يافع ** ببصيرة الشيخ الوقور النـابِه
كم بــاع للعــــلياء من إقــــدامه ** والإجتهاد وباع عز شــــبابه
وكــــفاه فخــــرا أنــــه من والد ** تتحدث الجلساء عن أحسابه
فمحمدُ الكــــوري أبوه متــــمِّمٌ ** للمكرمات وصرن من أحبابه
وشــــعاره تقــــوى الإله وحبُّه ** وتلاوة القرآن في محـــــرابه
الصدق والإخلاص قد سلكا به ** درب الهدى في قوله وخطابه
أكرم بسيدِ محــــمدٍ من حاضر ** بخصاله في الناس رغم غيابه
أخواته الأنجاب حقـــقن المنى ** وأخذن من صعب العلى بلبابه
فامَّاتَ حاضنة اليـتامى أنجبت ** مجداً يضيق الكل عن إنجــابه
قد أنجبت خيرا وإحـــــسانا به ** ينشق بطن الأرض عن زريابه
وانم القبول وزينبا إن تُـــذكرا ** ذُكِرَ العفاف أطل في أثــــوابه
واعطف بآمنة فإن لها يــــــدا ** في الخير زيَّنها الهدى بخضابه
ومحمدُ المحبوب عـــبد الله قد ** وقف العفاة من الأنـــام بــبابه
وهو السفير سفير خـــير بيننا ** تتعانق الأرواح عند جـــــنابه
وبمثل شامخَ في مقام شامـــخ ** من محكم الأمجاد لا متــشابه
أحمدُّ من يعطي بــــــسرٍّ مالَه ** ومحمدُ المحبوب سيف مُجابِه
وهو الأمير بما لَه مـــن حنكة ** وشجاعةٍ والصبرُ من ألــقابه
والطالب الموصوف بالخُلُق الذي ** يرضيك عند سؤاله وجوابـه
ومحمدٌ ذاك الأمين من ابتــنى ** وبنى صروح العز من آدابـه
فسقى الإله ضريح سيدِ محمد ** حيث المروءة والندى بسحابه
قد كان يجلس فيه حيا قائــلا: ** سأكون يوما في جوار ترابــه.
الشاعر إدومُ ولد بو لمساك