من شهاداتهم (الشيخ اباه ابن نعم العبد)

أحد, 21/04/2024 - 07:09

الذي عند منذ أدركت وعقلت؛ وأخذته عن بعض أعيان ومؤرخي سلفي، وسمعته منهم –ومن غيرهم- ما لا أحصيه كثرة، ولم أعلم فيه مطعنا: أن آل سيد أحمد بن سيدي محمد بو احجر شرفاء، وقد بلغ ذلك من الفشو والشهرة والتواتر درجة تفيد القطع والعلم الضروري، ومعلوم أن التواتر من القواطع المعتبرة شرعا؛ وأن النسب يثبت بالحوز والاشتهار.

واشتهر عندي –أيضا- أن سيد أحمد بن سيدي محمد نفسه كان يقول: إذا كان ما يقال عنا من الشرف حقا فإنا ندخره للآخرة ولا نأخذ عليه عرضا دنيويا. وأنه كان يوصي بذلك ذريته.

كان سيدي محمد بو حجر من أهل الفضل والصلاح، وكان ابنه سيد أحمد من أهل العلم والفضل حافظا لكتاب الله العزيز، مواظبا على تلاوته، وكان من سادات عصره المشهورين وأعيانه المذكورين، وكان غنيا مجدودا.

وكانت أسرته –قبل وصولها إلى أرض القبلة- بوادان، ثم قدم إلى منطقة تيرس صحبة ولده وأم عياله مريم بنت عباد الحاجية الوادانية، وسكن في منقطة تيرس، وكثر ماله، وكان جل ملكه الإبل، وصار يتنقل بـها من شمال تيرس إلى جنوب آزِفَّالْ، ثم أصبح أخيرا يقيم في فصل الصيف بعقلَتَيْ التيملال وارْغَيْوِيَّه ونواحيهما من آزفال(1) وفي الشتاء يقيم ببئر آوْسْرِدْ، وربما في آدْرَارْ سُطُفْ.. وغيرهما من تلك المناطق.

عاش سيد أحمد –رحمه الله- 120 سنة ممتعا بحواسه، وتأهلت بناته –وبعض أخواته- في عدة قبائل من أهل هذه الناحية؛ وخصوصا في المدلش، وأهل باركل، ويعقوب.. وكان ذلك سببا في خؤولات كثيرة مباشرة – وغير مباشرة- من آل بو احجر.

والله أعلم.

اباه بن محمد عالي ابن نعم العبد المجلسي

12 /3/ 1420هـ

 


_________________

1- يوجد واد بين شنقيط ووادان الحاليتين يسمى الرغيويه أيضا، تقع فيه "تينيگي" المشهورة؛ وكانت لسيدي محمد إقامة به.