عند أسفل الجبل/ الهضبة لوحة كتبت بخط رديء تحذر من أن السير على الممر إنما هو على مسؤولية فاعله، وتنذر بأن المُنَفِّذ يستخدم المتفجرات لتوسيع الطريق. كان الجبل عن اليمين غالبا؛ والمهوى المحتمل عن الشمال غالبا أيضا، وكان الطريق يتلوى كالأفعى في منعرجات لا مناص منها تتخللها أخاديد تركت لمرور السيل بشكل جلي.
وعلى بعد 1200م من الأرض كان الصينيون يعملون في تمهيد الطريق استعدادا لتعبيده، نظرت إلى أسفل فرأيت قرية أقيمت للعاملين في تمهيد الممر الجبلي عهدتـها منذ قليل تزخر بالنشاط البشري والميكانيكي -رأيتها- كأنـها نائمة في ليلة ذات قمر خافت، وكنت إذا نظرت إلى أعلى فشعرت بارتياح لاقتراب القمة أنظر إلى الأرض فأشعر ببعد المهوى السحيق الذي يتربص بي. هنا يشعر الإنسان بالضعف فلا وزن له ولا تأثير أمام الصخور التي يسير عليها، قد يُعَبِّدُها وقد يمهدها؛ لكن سلطانه لا يتعدى وضع الرتوش عليها، ولا يصل إلى تغييرها بالكامل. وأي حادث –مهما كان بسيطا- كانفجار عجلة، أو انحراف يسير.. أو نحو ذلك مما يجري عادة في الأرض دون خطر؛ يعني هنا حادثا مروعا في أغلب الاحتمالات.