ذ. محمدُّ سالم ابن جدُّ
في إطار البحث عن موقع قبر سيد أحمد بو احجار والتثبت منه كانت لي رحلة إلى وادان بعد أن ترجح وجوده هناك. ولا أرى بأسا في إيراد ما دونته عن تلك الرحلة وعن هذا الموضوع.
حتى التاريخ المذكور أدناه لم أكن قد رأيت المدخل الشمالي للعاصمة التي عشت فيها جزءا من طفولتي ومعظم شبابي؛ صحيح أنني سافرت أكثر من مرة إلى انواذيب بالجو، والبر، لكن كل ذلك لم يمرر بإينشيري وآدرار.
وعند ما شاء الله سبحانه أن أسافر إلى هناك صممت وتوكلت عليه، رغم عوائق شخصية وأسرية وعائلية.. وغيرها. لم أكن مدفوعا بحب السفر ولا بحب الاطلاع فلست من هواتـهما؛ بل كنت في بحث جاد يتطلب مهارات ذهنية، وصحية، وجسمية، واجتماعية.. ورغم أنني أمقت العودة بخفي حنين فلم أكن أسعى إلى إثبات مطلوبي ولا نفيه؛ بل كنت أحمل علامات استفهام على شكل متتاليات كل منها تحيل إلى الأخرى بشكل مباشر: هل سيد أحمد بو احجار –رحمه الله- مدفون بوادان؟ وإذا كان الأمر كذلك فأين يقع قبره بالضبط؟ ومن يشهد على ذلك؟ ومن يشهد على عكسه؟.. الخ.
هذه عينة مما أسعى –من خلال رحلتي- إلى الإجابة عنه. ومن فضل الله أنني لا أسعى إلى البرهنة على إجابة بذاتـها؛ بل أسعى إلى الحقيقة. فمن أكبر الأخطاء في البحث أن يحمل المرء معه ظنا ثم يسعى إلى إثباته؛ فالنتيجة لن تكون دقيقة، بل ستكون أشبه شيء بأعمال المستشرقين؛ لأن الخلفية التي ينطلق منها المرء ستضع بصماتـها على النتيجة التي يتوصل إليها من حيث لا يشعر ﴿وخلق الإنسان ضعيفا﴾ وعموما فليس من اليسير التأكد من قبر رجل دفن في القرن الهجري الثامن تقريبا (بعد تأسيس وادان بحوالي قرنين) أو هذا ما كنت أتصوره على الأقل.