ونقل المختار بن حامد(2) عن السيوطي أن موسى بن أبي العافية كان يقتل الأدارسة حيثما وجدهم. وذكر خروج خلق كبير من الشرفاء من مدينة فاس -وحدها- إلى نواح شتى فرارا بحياتـهم. وقال(3) إن أنساب شرفاء هذه البلاد "إنما هي حكايات شائعة، مقبولة عند البعض، مطعون فيها –أو في بعضها- عند آخرين. وإذا لم يكن لدى الطاعن تحقيق يرفع الخلاف – وهو ناف وغيره مثبت- فالمثبت مقدم على النافي، والشهادة على النفي غير مقبولة، وإذا كان في كل قبيلة عدول -وعدول القبيلة أدرى بشأنـها- فلا أقل من الاقتداء بقول ابن خلدون في المقدمة: إن غاية أمر المنتمين إلى أهل البيت الكريم – ممن لم يحصل لهم شواهد على شرفهم- أن يسلم لهم حالهم؛ لأن الناس مصدقون في أنسابـهم، وبونٌ ما بين العلم والظن واليقين".. الخ.
هذا فيمن كان شأنـهم ظنيا؛ فماذا لو كان قطعيا بالتواتر والوثائق والحيازة وغيرها.
من شرفاء هذه البلاد أدارسة وغير أدارسة؛ فمن أدارستها من ينتمي إلى عبد الله بن إدريس، ومن ينتمي إلى عمر بن إدريس، ومن ينتمي إلى محمد بن إدريس، ومن ينتمي إلى أحمد بن إدريس، ومن ينتمي إلى القاسم بن إدريس، ومن ينتمي إلى غير المذكورين من الأدارسة.
__________________________
2 - حياة موريتانيا، الجغرافيا، ط: دار الغرب الإسلامي، بيروت 1994م ص: 66.
3 - المرجع نفسه ص 65.