سيد أحمد بن سيدي محمد بن إبراهيم بن يحيى الكبير القلقمي الإدريسي الحسني عاش في القرن السابع وصدر الثامن الهجريين، وكان أحد أعلام فترته، وممن طال عمره وحسن عمله، وكان من أهل العلم، حاملا لكتاب الله تعالى، تَلاَّء له، وكان رجل المهمات الصعبة؛ دينيها ودنيويها، وكان من أهل الفضل، وأحد سادات عصره المذكورين وأعيانه المشهورين، وأحد الأغنياء المنفقين.
ويرى أحمد بن احبيب بن انويگظ الكنتي أنه أخو الشيخ يحيى بن يحيى بن عثمان الكنتي لأم.
سكن سيد أحمد بو احجار أولا بوادان ثم نزح إلى الجنوب مع ولده وزوجه مريم بنت العابد الحاجية الوادانية وبعض أخواته، ولما وصل إلى منطقة تيرس والمناطق المجاورة لها، أقام بـها وكثر ماله؛ وكان جل ملكه الإبل، وصار ينتقل بـها من تيرس شمالا إلى منطقة إينشيري جنوبا؛ مرورا بآمِسَّاگه وآگشار وآزِفَّالْ. ثم كان يقيم غالبا في فصل الصيف بعقلتي: الرغيويه والتِّيمْلالْ ونواحيهما من آزفال، وفي فصل الشتاء يقيم ببئر آوْسْرِدْ وضواحيها من تِيرِسْ، وربما في آدرار سُطُفْ، وما جاوره.
ثم انتقل لاحقا إلى منطقة الگبله، وعاش بـها مدة طويلة وخلف بـها ذرية طيبة امتدت فروعها –فيما بعد- إلى معظم أنحاء البلاد وتجاوزتـها إلى شبه المنطقة.
ويبدو أن الحنين عاود سيد أحمد بو احجار أواخر أيامه فعاد إلى وادان وهناك توفي ودفن عند مدخل المدينة بالقسم القديم (الأسفل) جنب بستان لآل عابدين سيدي، على بعد أمتار جنوب شرق منازل مشيدي المدينة، وعلى بعد 125 مترا تقريبا من جامعها القديم، أسفل الهضبة التي تقع عليها مدينة وادان الحالية، على خط ما يعرف محليا بـ"كولانه" بحيث لو نظر الواقف عند ضريحه إلى أعلى لرأى الأفق الفاصل بين بلدية وادان والمدرسة الابتدائية.
وقد أحيط القبر بمربعين متداخلين من الصخور يفصل بينهما فراغ بعرض نصف متر، وهي الطريقة نفسها التي شيد بـها حصن وادان التاريخي؛ مما يتيح القول بتزامن وفاة سيد أحمد بو احجار –رحمه الله- وتشييد الحصن المذكور؛ أو تقارب الفترتين على الأقل.
وما زال القبر معروفا وسالما من عوارض الزمن، ومؤخرا شيد حوله سور حجري روعيت فيه الآداب والضوابط الشرعية؛ لحمايته من حوادث المرور وجرف السيول.