من شهاداتهم (محمد عبد الله بن اشبيه)

ثلاثاء, 24/10/2023 - 07:07

{ستكتب شهادتـهم ويسألون}

"شرف آل أبي حجارة أمر ظل ثابتا عندي مذ كنت يافعا؛ إذ نشأت والسيد محمد عبد القادر بن المامي بن بارك الله فيه ابن سيد أحمد بو احجار تلميذ لدى والدي، وكان يجله ويناديه بالشريف، ويقدمه في الدرس عن جميع الطلاب؛ كما أدركت الشريفة فاطمة بنت بارك الله ابن بو احجار –زوجة جدي أحمد  يعقوب بن محمد بن ابن عمار الباركلاوي- وعهدت في محيطنا قصة زواجهما كالتالي:

كان أحمدُ يعقوب المذكور صهرا للشيخ محمد المامي على اثنتين من بناته (تباعا) فاستبطأ الذرية، فأشار عليه الشيخ محمد المامي بمصاهرة شرفاء ذوي شرف حقيقي؛ ولكن أحمد يعقوب أبدى استشكالا لذلك في بلاد كل شرفائها يرون أنفسهم ذوي شرف خالص. فأمره بآل مولاي الزين أو آل أبي حجار، وحين ألقى أحمد يعقوب الأمر على زوجه (ابنة الشيخ محمد المامي) قالت: افعل ما شئت، ولكن أبقني في عصمتك.

فجمع أحمد يعقوب بين البيتين؛ بأن تزوج فاطمة المذكورة(1) فأنجبت محمدا، وميمونة التي أصبحت أم بني محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الشيخ محمد المامي (بدبده) وتزوج أم المؤمنين بنت مولاي أحمد ابن مولاي الزين التي أنجبت جدتي أم بني أبي يزيد بن محمد البخاري بن محمد المامي.

هذا ولم أعلم قط أن أحدا –أي أحد- طعن في شرف آل أبي حجارة، ولا في شرف آل مولاي الزين".

 

محمد عبد الله بن اشبيه بن ابُّوه اليعقوبي الموسوي

2 من جمادى الآخرة 1419هـ (25 /09/ 1998)

 

________________

1- من ذريتها فنانه (بتفخيم الفاء) بنت بدبده التي روت لنا القصة (قريبا من تاريخ الوثيقة أعلاه) –كما رواها غيرها- وإن ذكرت آل مولاي (وهم شرفاء مقيمون في آل باركل أيضا) بدل آل مولاي الزين، وروت لنا أن محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي (من آل باركل) جلس يوما إلى الشيخ ماء العينين يسأله -وكان تلميذا له لصيقا به- وذلك بعد عودة الشيخ ماء العينين من حجته الأخيرة؛ فكان كلما سأله: هل آل فلان شرفاء؟ رد الشيخ قائلا: لا أدري، ولكن آل أبي حجارة شرفاء!.

وقد آثرنا الاقتصار على هاتين الحكايتين من المرويات الشفهية؛ وثمة الكثير من أمثالهما مما هو شائع؛ بيد أن افتقاره إلى الدقة -وفق منهجنا- جعلنا نضرب عن ذكره.