من الشيخ محمد ابن المختار السالم
إلَى السَّادَةِ الْكِرَامِ:
رَئِيسِ لَجْنَةِ أَوْلاَدْ سِيدْ أَحْمَدْ بُو احْجَارْ الشَّيْخْ الْمَهْدِي وَلَدْ الْمُجْتَبَى
وَمُسَاعِدَيْهِ ابْرَاهِيمْ وَلَدْ مُحَمَّدُّو وَلَدْ عَبْدِي وَمُحَمَّدْ وَلَدْ مُوسَى
مَعَ التَّحِيَّةِ وَالتَّقْدِيرِ
سَادَتِيَ الْكِرَامَ؛
يَقُولُ اللهُ جَلَّ شَأْنُهُ كَمَا فِي كَرِيمِ عِلْمِكُمْ: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.
وَيَقُولُ جَلَّ وَعَلا: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.
وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُم مَّسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ؛ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَن رَّعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ».
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: وَحَسِبْتُ أَن قَدْ قَالَ: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ. وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ».
(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ وَأبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُمْ).
أَيُّهَا السَّادَةُ الأَكَارِمُ؛
لَقَدْ سَرَّنِي وَأَثْلَجَ صَدْرِي تَوَلِّيكُمْ لأَمْرِ جَمَاعَتِكُمْ، فَهَذَا حُلْمِي مُنذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الدّلالَةِ عَلَى اهْتِمَامِ الشَّبَابِ بِالشَّأْنِ الْعَامِّ وَاسْتِعْدَادِهِ لِلْقِيَامِ بِالْمَسْؤُولِيَّةِ، وَلِمَا أَعْلَمُهُ فِي أَشْخَاصِكُمُ الْكَرِيمَةِ مِن كَفَاءَةٍ لِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ الْجَسِيمَةِ وَالْوَاجِبِ الصَّعْبِ، لَكِنَّ ذَلِكَ لا يَمْنَعُ مِن تَقْدِيمِ بَعْضِ النُّصْحِ وَالإرْشَادِ، أَدَاءً لِوَاجِبي وَبَذْلاً لِلْوُسِعِ فِي الإِسْهَامِ فِي إِنجَاحِ مُهِمَّتِكُمُ النَّبِيلَةِ.
لا أُحِبُّ الْحَدِيثَ عَن نَّفْسِي وَلَكِنَّ مِنَ الْمَعْلُومِ مَا بَذَلْتُهُ مُنذُ شَبَابِي مِن جُهْدٍ وَوَقْتٍ وَمَالٍ (دُونَ إِنكَارِ جَمِيلِ مَنْ أَعَانُونِي مِنكُمْ) فِي سَبِيلِ خِدْمَةِ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ، وَذِكْرُهُ رُبَّمَا كَانَ حَدِيثًا مُعَادًا؛ لِذَا سَأَتَجَاوَزُهُ.
وَالْيَوْمَ وَقَدْ ﴿وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ وَلَمْ تَعُدْ سِنِّي وَصِحَّتِي تَسْمَحَانِ بِالاِسْتِمْرَارِ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ وَعَلَى كُلِّ أَفْرَادِ الْقَبِيلَةِ حِينَ قَيَّضَكُمْ لِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ التِي هِيَ تَكْلِيفٌ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ تَشْرِيفًا، لَكِنَّ فِيهَا خَيْرًا كَثٍيرًا إِن شَاءَ اللهُ. لِذَا أُعْرِبُ لَكُمْ عَن كُلِّ أَنْوَاعِ التَّأْيِيدِ وَالتَّشْجِيعِ وَالاِسْتِعْدَادِ لِلْعَوْنِ فِي مُهِمَّتِكُمُ الْعَظِيمَةِ.
اقْتِرَاحَاتِي:
1. اسْتِحْضَارُ النِّيَةِ فِي كُلِّ قَوْلٍ وَعَمَلٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ، وَكَوْنَ الْعَمَلِ للهِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ.
2. رَحَابَةُ الصَّدْرِ وَتَحَمُّلُ الأَذَى؛ فَأَنتُمْ تَقُودُونَ طَائِفَة مِنَ النَّاس مُخْتَلِفَةَ الطِّبَاع وَالأَمْزِجَة وَالْمُسْتَوَيَاتِ.
3. الْقِيَامُ بِزِيَارَاتٍ مَيْدَانِيَّةٍ لِتَجَمُّعَاتِ الْقَبِيلَةِ كَالطْوَيْلَه 1 وَالطْوَيْلَه 2 وَفُمْ الْكُوزْ.. وَالاِسْتِعَانَةُ بِمُمَثِّلِينَ أَكْفَاءَ تَنتَدِبُونَهُمْ فِي التَّجَمُّعَاتِ لِرَفْعِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ وَالنِّيَابَةِ عَنكُمْ عَلَى مُسْتَوَى السُّكَّانِ.
4. إِيلاءُ عِنَايَةٍ قُصْوَى لِلتَّعْلِيمِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَمَنْعُ التَّشْوِيشِ عَلَى التَّمَاسُكِ وَالْوَحْدَةِ، وَالاِنتِبَاهُ لَهُ وَالتَّصَدِّي الْحَاسِمُ لَهُ مَهْمَا كَانَ مَصْدَرُهُ.
5. مُحَارَبَةُ كُلِّ مَا لا يَلِيقُ مِنْ عَادَاتٍ وَأَخْلاقٍ وَسُلُوكٍ، وَتَشْجِيعُ تَبَادُلِ الْخِبْرَاتِ وَالتَّجَارِبِ.
أَيُّهَا السَّادَةُ الأَكَارِمُ؛
إنَّ الطَّرِيقَ طَوِيلٌ، وَالْجَمَاعَةَ بِحَاجَةٍ إِلَيْكُمْ، وَأَتَمَنَّى لَكُمُ التَّوْفِيقَ. حَفِظَ اللهُ الْجَمِيعَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنكُمْ وَأَعَانَنَا وَإِيَّاكُمْ. إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ.
أَخُوكُم
مُحَمَّدْ ابْنُ الْمُخْتَارْ السَّالِمْ
انواكشوط في 05/ محرم/ 1437هـ
(19 /10/ 2015)