المقامة الوادانية (6)

خميس, 21/07/2022 - 07:39

وقبيل منتصف النهار* غادرنا أطار* لاستكمال الإطار* وفي الطريق* كان المهوى السحيق* أو القمة السامقة* أو الجبال الشاهقة* أو طريق الظهر الفارع* أو سمه بما شئت.. وتابع* وكان التعبيد الشامل* قد غطى المصعد بالكامل* وفي الجزء الأعلى* آثار انجرافات جُلَّى* لسيارات تدَلّى* وفيه يربض صهريج الغاز* وكم في الحياة من ألغاز* وقد آثر ركابه الفتيان* المقيل في هذا المكان* دون مبالاة بالآخرين* من صاعدين ونازلين* فتذكرت في هذا المقام* ما جرى قبل ثلاثة أعوام*

عشية أرتقي شما صـــعـــابا ** بعيدات الــــــذرى دان رداهـا
أدور على شفير بـهلـــوانا ** أسامي في بــــواذخه بُـــــــزاها
وأرنو أسفلي أزداد رعــبا ** كـأن الأرض تسبح في دجـــاها
وأصغر عثرة موت أكــيد ** "ومن كتبت عليه خطى مشاها"
ولو رمت امتناعا لم أجده ** فلا تجدي هنا نفــــسا قــــــواها

وبعد مسير متواصل* وحديث ذي فواصل* دام مائة وخمسين دقيقة* أرانا الله توفيقه* فلاح وادان* شاهدا على الزمان* مسورا بالبواسق والقنوان ﴿صنوان وغير صنوان﴾ وأوقفنا السيارة* عند قبر أبي حجارة* لإلقاء النظر* وإحلال العين محل الخبر*