المقامة الوادانية (3)

أحد, 06/02/2022 - 07:35

 

وكلهم من آل البيت الشريف* آل أبي حجارة المنيف*

وقبيل الخامسة انطلقنا* وعلى محطة الوقود مررنا* فباعنا من لا يرى في مال الغير* من حرج ولا ضير* ثم أنشأنا السير* وعلى مسافة الأربعين* ترجلنا نازلين* لصلاة العصر* ونحن على قصر* ثم عدنا إلى المقاعد* وتوكلنا على الحسيب الواحد*

قاد السيارة* بل قادنا بمهارة* ذؤابة آل أبي حجارة* السيد إبراهيم* من بالمعالي يهيم* يُفَدِّيه عارفوه* ويعيا واصفوه* ما داناه مدان ولا حاذى* ولم يقل لنفسه في خير: لماذا {يا إبراهيم أعرض عن هذا}.

"تلذ له المروءة وهْي تؤذي ** ومن يَعْشَقْ يلذ له الغرام
تعلقــــها هـــوى قيس لليلى ** وواصلها؛ فليس به سقام"!

بعد الصلاة اندفعنا في فضاء تفلِّ* فانفصل الزمان عن المحلِّ* وطويناها بالمسير* فنشرنا النشير* ثم لاح تماگوط الشهير* مكللا بالقتير* على أكثر من عشرة أكيال* مؤتزرا بالـجِلال* وقبيل السابعة كان* انتصاف الطريق قد بان* وفي سبع بعد السابعة* بلا ثامنة ولا تاسعه* توقفنا من جديد* في أگجوجت لزيد الوقود* وبعد دقائق* سرنا سير المفارق* وما زلنا ننسرب* حتى توقفنا لصلاة المغرب* وعاودنا الانسياب* والضياء قد غاب* وعلونا الجبل الفارع* إلى عين أهل الطايع* ثم انحدرنا إليها باندفاع* وعاودنا الارتفاع* وللظلام دبيب* يحجب المنظر الرهيب* كما بسط الظلام* رداءه على سائر "اللجام"*

"يا للغروب وما به من عَبرة ** للمستـــــــــهام وعِبرة للرائي
أوليس نزعا للنهار وصرعــة ** للشمس بين جنازة الأضـواء
أوليس محوا للوجود إلى مَدًى ** وإبادةً لمـــعالم الأشـــــــــياء
حتى يكون النور تجديـدا لــها ** ويكون شبه البعث عود ذكاء".