المقامة الوادانية (1)

خميس, 23/12/2021 - 07:28

ذ. محمدُّ سالم ابن جدُّ        

في السادس عشر* من أولى جمادَيَي الأشهُر* في العام الرابع والعشرين* بعد ألف وأربع مئين* سادس عشر تموز* والماء يغلي في الكوز* لعشرين قرنا وثلاثة أعوام* من ميلاد من على نبينا وعليه الصلاة والسلام* وعلى كل الأنبياء الكرام* حين لاحت بشائر الأمطار* توجهنا إلى آدرار* للاطلاع على قبر أبي حجارة* ولقاء ذوي الأثارة* بحاضرة وادان* حماها الملك الديان* من شر الإنس والجان* وحاط أهلها الأعيان* بحصن الرعاية والأمان* فنفضنا الكسل* ولبينا الداعي على عجل*

دعا داعيَّ: حــي على الرحــيل ** وضحِّ بمتعة الظل الظــــــليل
ولا تقنع بما يرضــــــي الأداني ** ذوي الأهواء والرأي الهزيل
فقبلك سافر الأعـــــلام طــــرا ** فكان الفوز في ذَرْعِ الســــبيل
فكم قص المهيمن ذكــــــر هــاد ** كآدم والحبيب وكالخلــــــيل
تَرَحَّلَ في البلاد فـــحاز شــــأنا  ** وذخرا خالدا عند الجلــــــيل
وصَحْبَك فتية الأشـــراف هَبُّوا ** فصاحِبْ كل ذي حسب أصيل
أليس معرة أن لا تــــــــلاقي ** ذوي الأمجاد والباع الطويــــل
تَحَرَّرْ ويح نفسك من مُـــقام ** وسافر في البلاد تفز بســـــول
تأمَّلْ صنع ربك ثم فـــــــــكر ** تمتع بالجبال وبالسهــــــــول
تذكَّرْ إذ يقوم الناس يـــــوما ** بمنظرها الرهيب.. أو الجميل
وسبِّحْ رَبَّك الــــرحمنَ دوما ** وراقبْ بالبكور وبالأصـــــيل