الشريف محمدو ولد عبدي (رحمه الله)

أربعاء, 01/06/2022 - 08:13

هو الشريف محمدُّ بن محمد أحمد بن محمد بن عبدي بن سيد أحمد بن الطالب عبد الرحمن بن سيد السيد بن سيدي لحبيب بن الطالب مختار بن سيد أحمد بو حجر (أو بو احجار).. إلى آخر النسب الممتد إلى الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من سيدتنا فاطمة الزهراء، رضي الله عنهم.

ولد حوالي سنة 1918 في ضواحي تامشكط بالحوض الغربي، وتربى في كنف أبويه الكريمين وتحت رعايتهما، فنشأ على صفاتهما الحميدة من صدق وسماحة واحترام الغير.

تعلم القرآن الكريم على ابن خاله عبد الله بن عبدي أبات القلاوي (أولاد مالك) ثم من عائلة أهل اعبيدي بن عبد الله بن عبدي بن مولود، وواصل دراسة العلوم المحظرية حتى تضلع فصارت له محظرته الكبيرة الخاصة به في أخواله (أولاد مالك القلاويين) ومنها تخرج على يديه الكثير من الطلاب.

أما سياسيا واجتماعيا فكان الرجل الثاني في أولاد مالك، وكان يدير شؤونهم مع قائدهم الأول محمد المختار بن خطري بن عبدي بن مولود؛ متمتعا بامتياز من قبيلته (أولاد سيد أحمد بو حجر) وأخواله (أولاد مالك) وكانت علاقاته طيبة بالقبائل المجاورة، كما كانت شهرته طيبة وصيته منتشرا هناك.

وكان شهما كريما عزيز النفس متواضعا لين الجانب بارا بأبويه، حاملا لكتاب الله تعالى بكَّاء من خشية ربه، أنور الطلعة فاضلا قواما لليل.

أما والده محمد أحمد فكان مجاهدا عالما ضليعا في الفقه، وكان رجل المهمات الصعبة وأحد الرجال  البارزين في زمانه، ورِعًا شجاعا مقاوما للاستعمار. وتوفي في مدينة انيور المالية، وصلى عليه الشيخ حماه الله.

وأما جده محمد فقدم من الصحراء الكبرى حيث يعيش بنو عمه آل سيدي لحبيب، وأقام مدة بآغريجيت (بتگانت) بين أخواله أولاد بله (الدحاحنه) وخلف ممتلكات هناك باقية إلى يومنا هذا، منها النخيل. واشتهر بالعلم والكرم ومقاومة المستعمر والإنفاق على الضعفاء والإحسان إلى المساكين. تزوج ابنة عمه الولية الصالحة البيگارية بنت الطالب الصافي بن محمد امبارك، وأنجب منها كلا من:

- محمد أحمد

- سيدي محمد

- بانمو

- مريم

- مة.

ثم عاد إلى الصحراء الكبرى، موطن أبناء عمومته.

وله في الجزائر بنو عمومة معروفون ومتمسكون بقيمهم وشيمهم إلى وقتنا الحاضر.

وقد اشتهر هناك حمام بو حجر القائم حتى الآن بوهران، وهو مزار الكثير من القادمين من شتى الجهات إلى اليوم؛ تبركا واستشفاءً من أمراض مختلفة بعضها غامض.

أما ابناه محمد أحمد وسيدي محمد فلهما عقب لله الحمد؛ بينما لا عقب لبانمو.

وأما ابنته مريم فهي أم أسرة العالم الولي الصالح الزاهد محفوظ بن الشريف، وأسرة أهل المقري الأكارم الأفاضل، المشهورين بالعلم والعمل والورع والأيدي الشافية بإذن الله.

وأما مة فهي أم أسرة أهل معاذ (أهل الشريف الاكحل) ووالدة العلامة الكبير والشاعر الولي الصالح الزاهد والشيخ الفاضل سيدي محمد بن معاذ تغمده الله برحمته، وكان مقدما للشيخ الكبير حماه الله.

كما أنها والدة محمدي بن معاذ، الرجل الفاضل الكريم بن الكريم، المعروف بورعه وزهده وسخاء يده. تغمده الله في فسيح جناته.

وأختهما السلطانه، تزوجها بَبَلِي بن مولاي إدريس (أهل الشريف الاكحل).

توفي الشريف محمدُّ ابن عبدي سنة 1968 ودفن مع الولي العابد الطالب بن اخليل البوصادي في مقبرة تامشكط.

ورثاه الشاعر بقوله:

عزاء إلى القرآن والحل والعــــقد
عزاء إلى الأضياف والعلم والتقى
محمدُّ حاوي الكل غادر جمــــعنا
وخلف فينا فادح الرزء فــــــــقده
سقى ذاك القبر غيثا من الــرضى

 

 

    إلى مرتضى الأخلاق والفخر والمجد
    إلى شرف الأنساب واليمن والزهــــد
    إلى جنة الرضوان والفوز والخـــــلد
    وغابت خصال حصرها معجز الـعد
    وعم جميع الأهل بالحـــــفظ والرشد.

 

رحم الله الجميع وأكرم نزله وبارك في الخلف وحفظه.