الطريق إلى وادان (27)

ثلاثاء, 28/12/2021 - 08:30

بعد جولة قصيرة في منطقة القبر صعدنا مع طريق المدفن، وهو طريق جبلي شاق؛ وأثناء الصعود ذكر مرافقاي أن السكان يحملون الموتى إلى المقبرة من هذه الطريق، ففكرت في الصعوبة التي ألاقيها في الصعود منها –وأنا حي، لا أحمل شيئا- ثم في صعوبة إنزال جنازة يحملها أكثر من إنسان، في ممر ضيق، متعرج، منحدر، ذي نتوآت صخرية.. الخ؛ فقلت لهما: كان الله في عونكم.

على الحافة الجنوبية الشرقية للهضبة يقع مصلى العيد، في ساحة عارية، وهي سنة أصيلة كادت تختفي الآن في المدن، حيث تقام صلاة العيد في المساجد. والوادانيون يسمون الساحة التي يصلى العيد فيها "آكْرَيْبَايْ" ولعله اسم من بقايا "آزير".

وفي ساحة داخلية للمدينة القديمة -نسبيا- كانت تقام الحدود، وتحشر المواشي عند الحصار، وتمارس الألعاب الشبابية. وكان للمدينة باب جامع يغلق أثناء الليل، وفي حالات الحرب، ولا تزال بقاياه واضحة للعيان.