على زهاء 40 كيلو مترا جنوب أطار يبدأ لجام آدرار، وهو لجام صعب المقاد؛ ولكنه دون شراسة ظهره على كل حال.

"خطر على بعد 5 كيلو مترات" جملة واضحة وصريحة كتبت بالألوان البراقة لتضع المرء أمام الواقع، وليس فيها مبالغة، فالطريق يمر حتما على شفا الهاوية في طريق معلق؛ الجبل عن يساره والفضاء عن يمينه (ورحم الله طارقا وجيشه) وهو ممر متدرج الارتفاع يشبه طريق النمل على الجدران.

وفي عمق واد يتوسط ما بين جبلين (أو قسمي جبل) تقع عين أهل الطايع (35 كيلو مترا من أطار) ثم يشمر الجبل ذيل الطريق فيواصل الارتفاع إلى المجهول في طريق متعرج لا شك أنه تطلب مالا ضخما وخبرة ودراسة.. وغير ذلك. وقد تعمد المهندسون أن يكون متعرجا ليتدرج الارتفاع من سفح الجبل إلى قمته، وبعد حوالي 10 كيلو مترات تتجدد الجملة الصريحة "خطر على بعد 6 كيلو مترات" حيث لمفارش؛ وهي قمة جديدة يحلو للمسافرين أن يسموها تفاؤلا "لمفالش" وبدا عن يسارنا "سَگلِّيلْ" وهو واد تتوسطه قرية صغيرة. راحت السيارة تدور وتدور بغية الوصول إلى القمة، وكنت أرى سيارة سمت رأسي تقريبا ثم ما ألبث أن أجدني في مكانـها، وهكذا دواليك حتى وصلنا إلى مستوى أعلى من ذي قبل؛ وهنا أصبحنا نمر ما بين البطحاء والظهر على الطرف الشرقي للباطن، وعند سفوح سلسلة "ظهر آدرار" الجبلية، وبدأت مؤشرات أطار تلوح في الأفق.