بعد ساعة بالضبط (3.00) انطلقنا إلى أطار، مؤشر الكيلو مترات على الطريق يدل على أنه يبعد 177 كيلو مترا من أگجوجت. كان الطريق يمتد في سهل يفصل بين جدارين جبليين متوازيين، قد يضيقان الخناق عليه، وقد يبتعد أحدهما، أو كلاهما، وحين ابتعدنا 50 كيلو مترا من أگجوجت اختفى منظر الجبال والصخور (حتى إشعار آخر) فأصبحنا في سهل فسيح مرصع بكُثَيّبات رملية صغيرة، كأنما أفرغت من ملعقة، أو استنسخت من أصل واحد، أو شعرت بالدونية لوجودها في مملكة الجبال؛ ولعلها لا تدري أن لجنسها سلطانا رهيبا على مناطق أخرى.

بعيد الرابعة مساء توقفنا دقائق –لحاجة في نفس السائق- في يغرف؛ وهو نـهاية بطحاء أطار، التي تمتد حوالي 90 كيلو مترا جنوبه. فوجدتـها فرصة لصلاة العصر ما دمت على وضوء.

وحين أردنا الانطلاق كان علي وعلى زميلي دفع السيارة أكثر من 600م قبل أن يدور محركها فتنطلق.