المقامة الوادانية (9)

اثنين, 28/11/2022 - 08:19

وتوجهنا في الحين* عبر مائة وثلاثة وسبعين* في ساعتين وأربع وعشرين* وهبطنا هبوط الأيم* من بين ركام الغيم* على مدينة أطار* وواصلنا المسار* إلى منزل آل الزين* فزال الهم والأين* ومكثنا في حبور* وهناء وسرور* نراوح "الدائرة" ونغاديها* وننعم بتدانيها* نتشرف بلقاء الشيخ العظيم* ونتفيأ الظل الكريم* بين الخلق السَّنِيِّ* والهَدْيِ السَّوِيِّ* واللحم العبيط والرطب الجني* وزرنا ضريح الإمام الحضرمي* وقلعة المرابطين* خدام الدين* وذات مساء* قطعت البطحاء* صحبة محمد محمود* ذي الشأن المحمود* وانقلبنا وقت المغرب* على معجِم مُعْرِب* فللحمام هديل* لست أدري أغناء أم عويل* بيد أنه كالمتألم* فذكرت أبا كبير وعوف بن محلِّم:*

"وأرقني بالري نوح حـــــمامة ** فنحت وذو الشجو الحزين ينوح
على أنـها ناحت ولم تذر دمـعة ** ونحت وأسراب الدموع ســفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهـما ** ومن دون أفراخي مهامه فـــيح
ألا يا حمام الأيك إلفك حــــاضر ** وغصـــــنك مياد.. ففيم تنوح؟!
أفق؛ لا تنح من غير شيء فإنني ** بكـــيت زمانا والفؤاد صحـيح
ولوعا فشطت غربة دار زيـنب ** فها أنا أبـــــــكي والفؤاد قريح"