المقامة الوادانية (7)

اثنين, 15/08/2022 - 07:10

ثم صعدنا إلى المدينة* العريقة الحصينة* التي أنجبت الأعلام* ومحت الظلام* ونزلنا بباب* أحمدُ ابن الكتاب* الإمام الشهير* بالجامع الكبير* وبعد المقيل* كانت جولة بالأصيل* ثم مبيت أغر* في ضيافة وسمر* وفوائد كالدرر* تلاها المنام* وفي الواحدة كان القيام* لاتقاء الريح والغمام* ولكنه جَهَام* ثم عاودنا الكرى* بفضل من برى* حتى تمايز الخيطان* وارتفع الأذان* وقبيل التاسعة* كانت جولة رائعة* زرنا خلالها الأعيان* واستطلعنا المكان* وماضي الزمان* من خلال المتحف* وما به من حضارة وطرف* والمنازل الباقية* للأحياء الماضية* وفيها قبر ابن اطوير الجنة* وشارع خدام السنة* العلماء الأربعين* رحمنا الله وإياهم أجمعين* ثم هبطنا من وَكَيَّه ﴿وما أدراك ما هيه﴾ وشاهدنا الترميم* الذي طال الحصن القديم* والبئر المطوية* والغرف العلوية* ومنازل المشيدين* باكورة الساكنين* والمسجد العتيق* ذا التاريخ العريق* وتوجنا الزيارة* بقبر أبي حجارة* أكرم الله جواره*

شرف به وادان ينطق شاهدا ** قد أصلته صخــــــــوره تأصيلا
شهدت به أعلامه وثـــــــقاته ** كل رواه مسلسلا منــــــــــــقولا
ونما إلى شرق البلاد وغربـها ** واجتاز عرضا للبرى والطـولا
في كل شبر مثبت ومـــصـدق ** أداه غـــــير مـــــــبدل تبــــــديلا
غِرٌّ نفاه مثل ناطح صــخرة ** لم يستـــــطع كشـــــفا ولا تحويلا