المقامة الوادانية (4)

خميس, 16/06/2022 - 07:35

وبعد تاسعة الساعات* كانت نخل كنوال الباسقات* تبشر باختصار* بدخولنا أطار* واتجهنا إلى "الدائرة"* ذات السمعة السائرة* فألفينا محمد ابن الزين* وكان الاسم والمسمى صنوين* ينتظرنا بالباب* وأدخلنا بالترحاب* ثم وضعت المائدة الدسيعة* شهية بديعة* شاهدة بطيب الصنيعة* وقبيل الثانية* حظينا بلفتة حانية* فاستقبلنا الشيخ الوقور* بالبِشْر والسرور* والتواضع المشهور*

خَبِّرْ عن اعلي الشيخ ويحك بالذي ** عاينت من فـــــضل ويُمْن باد
بله الذين دُعُوا شيــــــــوخا إنـهم ** مثل الحصى في جانب الأطواد
تلفي الخلائق أجمــــــعين بساحه ** فادخل تلاق توافـــــق الأضداد
ما بين من يبغي النوال ومــن أتى ** يحدوه من فرط المــــــحبة حاد
أو ذي ســـــــــــــقام أيَّسَتْهُ أُسَاتُه ** من بــــــرئه؛ وتَجَهُّم العـــــــواد
أو فاسق يرجو الإنـــــــابة للهدى ** أو مخبت يســــــــعى ليوم معاد
أو ذي اكتساب أعجزته وســــيلة ** أو مخطئ لم يدر وجـــــه رشاد
أو من بغى باغ عليه فلم يــــــجد ** في الناس من نصر ولا إســـعاد
كل يؤوب بحاجه من عنـــــــــده ** فكأنما قد كان بالمـــــــــــرصاد
إن تلقه لا تلق فظا قاســـــــــــيا ** أو ذا اعتلاء صادم المـــــــــرتاد
بل بالتواضع والسكينة والهـــدى ** ملك القلوب وقادها بــــــــــوداد

وتعاهدنا معه* على العودة إليه مساء الجمعة* وبعد زهاء ساعتين* مرتا كدقيقتين* توجهنا إلى منزل ابن الزين* وهناك كان النزول* بانتظار الرحيل* ولقينا الضيافة الكاملة* والعناية الشاملة* وأحقبَنَا بما لذ وطاب* من الثلج ومباح الشراب* وجديد الثياب*