المقامة الوادانية (2)

سبت, 22/01/2022 - 07:47

 

وكان الرفاق الأكارم* ثلاثة من الأشراف الخضارم* أبدأ بالأكبر فالكبير* وكلهم بالتقديم جدير* لذا فلا عبرة بالتقديم والتأخير*

أما أولهم فمحمد ابن المختار السالم* ذو العرض السالم* الباحث الدؤوب* والتقي الأريب*

من شاد مجدا خالدا لعشــــيره ** وجلا الشكوك بسعيه المتجـدد
فغدا به الماضي "كتابا" سالما ** من مطعن أو مأخـذ أو من دد
من هو كهف للضعيف وموئل ** للمعتفي والجار والمســـــترفد
يا حاسدا قصر فلست نظـيره ** لــو كنت ويك نظيره لم تحسد!

وأما الثاني فالألمعي اللوذعي* محمد محمود ابن الحضرمي* ذو الخلق السني* والدين النقي*

لبيـــــــــب ظريف لا يَمَلُّ جليــسُه ** تقي نقي لم تشــــــــنه أوائــله
حوى من صميم المجد مجد قبيــله ** إلى مجد أخوال فليس يزايــله
له خلق عذب عظيم وشيــــــــــمة ** وصدق إخاء لا تُخاف غوائله
ودين قويم غير ذي عــــــوج بــه ** حباه إله العرش جلت فواضله

وأما ثالث القوم* فهو العاري من أسباب القدح واللوم* إبراهيم ابن عبدِ* ذو الفضل والمجدِ* والحل والعقدِ*

حلت شموس المجد ويك حلــــولا ** لا تختشي طول الزمان أفــــولا
في الشهم إبراهيم رمز الفخر من ** لم يُلْفَ عن نيل العلى مشــــغولا
في نجل عبدِ المرتضى فيــمن به ** تضحي عويصات المرام سهولا
فيمن يرى شأن العشيرة فـرضه ** لا غافلا عنه وليس كســــــــــولا
ويؤازر الرأي السديد بـــــــماله ** حتى يُحِـــــقَّ مرامه المــــــأمولا
فيجود بالمال النفيس كـــــــــأنه ** - من جوده- ظن الكـــــــثير قليلا.